قام رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، بحث كبار المسؤولين الماليين في العالم على التركيز على المواطنين الأشد ضعفاً، وذلك في افتتاح اجتماع مجموعة العشرين G20، والذي يتزامن مع الذكرى الأولى للأزمة الروسية الأوكرانية.
وقال مودي، إن جائحة كورونا والتوترات الجيوسياسية المتصاعدة في أجزاء مختلفة من العالم أدتا إلى مستويات من الديون لا يمكن تحملها في بلدان عدة، وتعطل سلاسل الإمداد العالمية وتهديدات لأمن الغذاء والطاقة. وأضاف : أناشدكم أن تركز مناقشاتكم على المواطنين الأشد ضعفاً في العالم، مضيفاً أنه يجب إعادة الاستقرار والثقة والنمو إلى الاقتصاد العالمي.
ودعا مودي إلى إصلاح المؤسسات الدولية بما في ذلك البنك الدولي، في اليوم الأول من قمة لمجموعة العشرين المالية تعقد في مدينة بنغالور بجنوب الهند وتختتم اليوم السبت.
ويحاول وزراء المالية ومحافظو المصارف المركزية لدول مجموعة العشرين، في اجتماعهم في بنغالور العاصمة التكنولوجية للهند، الاتفاق بشأن التحديات التي يفرضها الاقتصاد العالمي في أجواء الأزمة الروسية الأوكرانية وارتفاع التضخم مع الانتعاش بعد وباء كورونا.
وجعلت الهند الدولة المنظمة لمجموعة العشرين، إصلاح المؤسسات المالية الدولية، بما في ذلك البنك الدولي، من أولويات رئاستها. وقال رئيس الوزراء الهندي في كلمته الافتتاحية :تآكلت الثقة في المؤسسات المالية الدولية، موضحاً أن ذلك سببه جزئياً أنها كانت بطيئة في الإصلاح.
وأضاف : حتى مع تجاوز عدد سكان العالم ثمانية مليارات نسمة، يتباطأ التقدم في أهداف التنمية المستدامة، مؤكداً الحاجة إلى عمل جماعي لتعزيز قوة بنوك التنمية متعددة الأطراف لمواجهة التحديات العالمية، مثل تغير المناخ ومستويات الديون المرتفعة.
وأطلق البنك الدولي في أكتوبر الماضي أول خريطة طريق للإصلاح، يفترض أن تلبي بشكل أفضل احتياجات البلدان النامية.
ويفترض أن يسمح هذا الإصلاح بجمع التمويلات للبلدان الفقيرة بشكل أكثر فاعلية في مواجهة التحديات التي يفرضها التضخم أو المديونية وحتى تغير المناخ.
وأعلن رئيس المؤسسة المالية الدولية، ديفيد مالباس، في بداية الشهر الحالي، أنه سيترك منصبه في نهاية يونيو المقبل، أي قبل عام من انتهاء ولايته. وواجه مالباس مؤخراً انتقادات، إذ اتهمه نائب الرئيس الأميركي الأسبق آل غور بالتشكيك في المناخ والفشل في تعزيز التمويل لمشاريع المناخ في البلدان النامية.
واختارت واشنطن الخميس أجاي بانغا، الرئيس السابق لمجلس إدارة مجموعة ماستركارد والهندي الأصل ليتولى رئاسة البنك الدولي خلفاً لمالباس. وبانغا (63 عاماً) مولود في بيون بالقرب من مومبا.
وقد بدأ عمله في شركة نستله في الهند، حيث تولى مهام المبيعات والتسويق قبل أن ينتقل إلى شركة بيبسيكو، ثم يلتحق بالمجموعة المصرفية سيتي غروب في 1996، ومنها شق طريقه حتى وصل إلى منصب رئيس إدارة منطقة آسيا والمحيط الهادي في المجموعة، قبل أن ينضم إلى ماستركارد في 2009 كرئيس تنفيذي للعمليات.
وتُعقد مناقشات مجموعة العشرين المالية في بنغالور لتحاول قوى مجموعة العشرين أيضاً التوصل إلى اتفاق لتخفيض ديون البلدان الأكثر فقراً.